القائمة الرئيسية

مقالات دينية,جولة نسائية,جولة قرآنية,قصص دينية,جولة أطفال

أثر العلم في النفوس واختلافه باختلافها



أثر العلم في النفوس واختلافه باختلافها


أثر العلم في النفوس واختلافه باختلافها


عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: «مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللهُ بِهِ مِنَ الْهُدَى وَالعِلْمِ كَمَثَلِ الْغَيْثِ الكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضاً فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتِ المَاءِ، فَأَلْبَنتِ الكَلأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرِ ، وَكَانَتْ مِنْها أَجَادِبُ - وفي رواية إِخَاذَاتٌ - أَمْسَكَتِ المَاءَ، فَتَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ ، فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا - في رواية وَرَعَوْا - وَأَصَابَ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ فِيمَانُ لا تُمْسِكُ مَاءَ وَلا تُنبِتُ كَلاً، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقَة فِي اللَّهِ، وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللهُ . فَعَلِمَهُ وَعَلَّمَهُ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعُ بِذلِكَ رَأْساً، وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللهِ الَّذي أُرْسِلْتُ بِهِ» رواه البخاري ومسلم والنسائي . دین

اللغة: المثل : المثيل والنظير، ويقال للصفة العجيبة والهدى الدلالة الموصلة للغاية والغيث المطر. والنقية الطيبة المعدن الخالصة من عوائق الإنبات والكلا النبات رطباً ويابساً والعشب النبات الرطب والأجادب: جمع جدب على غير قياس وهي الأرض الصلبة التي لا ينضب منها الماء والإخاذات : إخاذة، الأرض التي تمسك الماء والرعي: تغذية الحيوان من المرعى. والقيعان واحدها ،قاع وهي الأرض المستوية الملساء التي لا تنبت وفقه فهم وفقه: صار فقيهاً . جمع. وهي


الشرح: بعث الله محمداً بالقرآن الذي يرشد الناس إلى طريق الخير، ويهديهم إلى وجوه المصلحة والذي يعرفهم الحقائق ويبين لهم الأحكام، ويرفع عن أثر العلم في التقوس واختلافه باختلافها 18 قلوبهم غشاء الجهالة، فهو هدى ورشاد وهو علم ونور شهر رمضان الذين أنزِلَ فِيهِ الْقُرْهَانُ هُدًى لِلنَّاسِ) [البقرة: ١٨٥) وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نورا نبينا) السلامة ١٧٤ غير أن الناس لم يكونوا في الانتفاع به بدرجة واحدة بل اختلفوا وتباينوا لاختلاف نفوسهم وتفاوت استعدادهم.

تفريق طيب النفس صافي الفطرة، لم يدنسها بالانام ولم يفسدها بالأوزان فهذا حينما يسمع الوحي يصغي إليه بأذنيه، ويتفهمه ويتدبره ويفقهه ويحفظه وتتأثر به نفسه الطيبة، وقلبه السليم فيوحي إلى الأعضاء بالعمل به، ويأخذ في دعوة الناس إليه فهو للقرآن سميع وبأحكامه ،عليم، ولإرشاده مجيبة والناس به ناصح أمين وهذا قد مثله الرسول بالارض الطيبة التربة القية الخصية. نزل بها المطر الغزير إلى صميمها، فأثر فيها، فاهتزت وربت وأنبتت بالماء العشب والكلاء قرعاء الحيوان وعاد خيره للإنسان بل أنت بالماء من كل دارج بهيج مما هو طعام للإنسان وغذاء أو فاكهة ومتاع فالأرض لجودتها قد حبست . الماء في جوفها لمصلحتها فأخصبت به بعد إجدابها، وحييت بعد موتها، ونفعت الإنسان والحيوان بما أخرجت من الكلا والثمار، كذلك القرآن، إذا نزل حبيب الة بالنفوس الطيبة حيث به القلوب الهامدة، فأوحت للمره بالأعمال الصالحة، واحد يعلم الناس ما علم، وينفعهم بما به انتفع وهذا الفريق هو الذي قال الله فيه: فلز هو الين مامَنُوا هدى ويفا ) اتصك: 11]. 

وفريق خبثت نفسه، وفسدت فطرته، ومات استعداده، فهذا إن قرمت أنه أي الوحي ولى مستكبراً كأن لم يسمعها، كأن في أذنيه وقرأ، لا يرفع به واسنا، ولا يفتح له قلباً، ولا يقبل منه ،هدى وهذا مثله الرسول بالأرض المستوية الرخوة السبخة، إذا نزل بها الماء أضلته في جوفها، وأضاعته في مسامها، ولم تخرج به كلا ولا عشباً، ولا نباتاً ولا ثمراً، فلا هي انتفعت بالماء ولا هي أسك على ظهرها، فانتفع به الحيوان والإنسان أو سقي به أرض أخرى طبيبة نقية، فكذلك هذا الفريق لم ينتفع بالوحي ولم ينفع به فكان مثله كمثل الأرض الخبيثة، وهلاالفريق الذي قال الله فيه: (سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ وَأَنذَرْتَهُمْ أمْ أم أنذرهم لا يُؤْمِنُونَ علم الله على قلوبهمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصَرِهِمْ غِشَوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (البقرة ١٣٠٢

وفريق ثالث بين الفريقين لم يذكره الرسول ﷺ، وذكر مثله ومن عرف الفريقين ،عرفه، بل المثل وحده يرشد إليه، فهو ذلك الشخص الذي سمع القرآن، فعقله وفهمه، ووقف على أحكامه وحلاله وحرامه ولكن لم يعمل به في خاصة نفسه، ولكن دعا الناس إليه وعلمهم ما تعلم فهو كالذين قال الله فيهم: (الامية الناس بالبر وتنسون المسكم وانتم تتكون الكتب اللا المقلون﴾ [البقرة: 114 فهذا قد نفع الله به العباد وجعله معبر خير لهم، ولم ينتفع هو بما علم وعلم، وكان حرياً به أن يهذب نفسه بما هذب به غيره، فهذا مثله كالأرض الصلبة التي تمسك الماء لا تشربه فيشرب منه الناس ،والحيوان وتسقى به الأرض الطيبة الخصية، ويلقي بها الحب والبذور، فينبت بالماء نباتاً حسناً، فيأكل الإنسان ويرعى الحيوان، فالأجانب نفعت ولم تنتفع، كذلك العالم بالقرآن يعلمه ولا يعمل به، أفترضي أن تكون أرضاً مجدية؟ أليست نفسك أولى ببرك وعلمك؟ أتريد أن تكون ممن قال الله فيهم ولم تقولون ما لا تفعلون كبُرَ مَقْنا عِندَ اللهِ أن تقولوا ما لا للمعلوت ) الصف: تَفْعَلُونَ ! ٢ ٣ فاستمع للوحي وتدبره وهذب به نفسك وكمل به خلقك، وادع الناس إليه يقولك كما تدعوهم بعملك ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قولا ممن دعا إلى الله وقيل صَلِحًا وَقَالَ إنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت : ٣٣].




في دعائم الإسلام 👈

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع