القائمة الرئيسية

مقالات دينية,جولة نسائية,جولة قرآنية,قصص دينية,جولة أطفال





دعاء العمرة


العمرة 

العمرة هي من أفضل العبادات التي يقوم بها المسلمون، وهي زيارة لبيت الله الحرام في أي وقت من السنة، وتتضمن طوافاً حول الكعبة وسعياً بين الصفا والمروة وحلق الشعر أو تقصيره. ولكن قبل أن يبدأ المسلم في أداء هذه العبادة، يجب عليه أن يعقد النية للعمرة، وهي شرطٌ لصحة الإحرام، والإحرامُ ركنٌ من أركان العمرة عند جمهور الفقهاء.


فما هي النية للعمرة؟ وكيف يعقدها المسلم؟ ومتى يجب عليه أن يفعل ذلك؟


النية هي قصد القلب لفعل شيء معين لوجه الله تعالى، وهي سرية بين العبد وربه، فلا يجوز نطقها باللسان، بل يكفي أن يحضرها في قلبه عند دخوله في الإحرام. والإحرام هو التحريم، أي تحريم ما كان حلالاً قبل ذلك من المفطرات والمحظورات، كالطيب والثوب المخيط والزواج وغير ذلك .


ويجب على المسلم أن يعقد النية للعمرة عند الميقات، والميقات هو المكان المحدد شرعاً لدخول الإحرام، وهو مختلف باختلاف مكان قدوم المسافر إلى مكة. فمثلاً، من جاء من جهة مصر أو شام فميقاته رابغ، ومن جاء من جهة اليمن فميقاته يلملم، ومن جاء من جهة العراق فميقاته ذات عرق، ومن جاء من جهة نجد فميقاته قرن المنازل .


وعند وصول المسافر إلى الميقات، يستحب أن يغتسل ويتطيب إذا استطاع ذلك، ثم يتوجه نحو القبلة، ويلبس إزاراً ورداءً من ورقتين بيضاءتين غير مخيطتين، ثم يدخل في نية الإحرام بأن يقول: (اللهم إنِّي أُرِيدُ الْعُمْرَةَ فَيَسِّرْهَا لِي وَتَقَبَّلْهَا مِنِّي)، ثم يُكَبِّرُ (اللَّهُ أَكْبَرُ) ثلاث مرات، ثم يُهَلِّلُ (لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ والنِّعْمَةَ لَكَ والمُلْكَ، لا شَرِيكَ لَك)، ثم يُكرِّرُ الهلال والتكبير والدعاء ما استطاع إلى أن يصل إلى مكة .


وبهذا يكون المسلم قد عقد النية للعمرة ودخل في الإحرام، وأصبح مُحرماً بالعمرة، وعليه أن يحافظ على حدود الإحرام ولا يفعل ما يُفسِدُه أو يُنقِصُه، حتى يتم أداء العمرة بطواف البيت وسعي بين الصفا والمروة وحلق الشعر أو تقصيره، فإذا فعل ذلك خرج من الإحرام وأحل له ما كان حراماً عليه فيه .


إن العمرة من أفضل القربات إلى الله تعالى، وأجل العبادات التي يتقرب بها المسلمون إلى ربهم في بيته الحرام. قال تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}[1]، وقال صلى الله عليه وسلم: (تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة)[2] .


ولكن كثيرا من المسلمين يجهلون كيفية أداء هذه العبادة العظيمة، أو يتساهلون في تعلم أحكامها وآدابها، فتضيع عليهم فضائلها وثوابها، أو يقعون في مخالفات تنقص من قبولها. لذلك أحببت أن أشارك معكم هذا المقال المختصر، فيه بيان لأهم دعاء العمرة التي يحتاج إليها المعتمر في مناسكه، مستندا إلى الأدلة من الكتاب والسنة، راجيا من الله أن ينفع به المسلمين، وأن يتقبل منا جميعا صالح الأعمال.


دعاء العمرة:


أولا: دعاء الإحرام


إذا نوى المسلم الإحرام بالعمرة، فإنه يستحب أن يغتسل ويطيب، ثم يلبس إزارًا ورداءً من شعر أو قطن أو غير ذلك مما لا يخالف شروط الإحرام، ثم يصلي ركعتين سُنة الوضوء، ثم يقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أُرِيدُ الْعُمْرَةَ فَيَسِّرْهَا لِي وَتَقَبَّلْهَا مِنِّي)[3]. ثم يُلَبِّي بقول: (لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لك والْمُلْكُ لا شَرِيكَ لك)[4]. ثم يستحب أن يزيد في التضرع والدعاء بأية دعاء شرعي أو حسن، وأن يكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.


ثانيا: دعاء الطواف


إذا وصل المعتمر إلى المسجد الحرام، فإنه يستحب أن يدخل من باب السلام، وأن يقول عند دخوله: (بِسْمِ اللَّهِ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ)[5]. ثم يتوجه إلى الكعبة المشرفة، ويستحب أن يقول عند رؤيتها: (اللَّهُمَّ زِدْ هَذَا الْبَيْتَ تَشْرِيفًا وَتَعْظِيمًا وَتَكْرِيمًا وَمَهَابَةً، وزِدْ مَنْ حَجَّهُ أو اعْتَمَرَهُ تَشْرِيفًا وتعظيمًا وتكريمًا وبرًّا)[6]. ثم يبدأ الطواف من الحجر الأسود، ويستحب أن يقبله إن استطاع، أو يستلمه بيده، أو يشير إليه بشيء في يده، مع التكبير في كل مرة. ثم يطوف حول الكعبة سبع مرات، مع التضرع والدعاء بأية دعاء شرعي أو حسن، مع التحري من المخالفات كالتكلم في اللغو أو الضحك أو التفاخر. ومن أدعية الطواف التي ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم:


- بين الركن اليماني والحجر الأسود: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)[7].

- عند الملتزم: (اللهم اغفر لي ذنبي، وافتح لي أبواب رحمتك)[8].

- على كل شبر من طوافه: (اللهم اغفر لي، وارحمني، وارزقني، وارفع درجتي، واجعل قبري روضة من رياض الجنة)[9].


ثالثا: دعاء السعي


إذا انتهى المعتمر من طوافه، فإنه يصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم -عليه السلام- إذا تيسر له ذلك، ثم يذهب إلى المروة لأداء سعيه بين الصفا والمروة. وقد ثبت عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أنه قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحرم بالحج والعمرة معا، فيطوف بالبيت، ثم يسعى بين الصفا والمروة، ثم يحل من حجامته وثيابه، ولا يحل من إحرامه حتى يذبح". وفي هذا الحديث دليل على أن من أراد أن يجمع بين الحج والعمرة في حجة واحدة، فإنه يطوف بالبيت سبعا، ثم يسعى بين الصفا والمروة سبعا، ثم يحل من محرمات الإحرام إلا من الجماع، فإنه لا يجوز له حتى يقضي حجه. وهذا هو مذهب الشافعية والحنابلة. وقد قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "أول من جمع بين الحج والعمرة في حجة واحدة هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم-". وقد سمى هذا النوع من الحج تمتعا، لأن المحرم به يتمتع بالطواف والسعي قبل أن يقضي حجه.


فائدة من هذا الموضوع هي أن المسلم يستطيع أن يزور بيت الله الحرام في أي وقت من السنة، وأن يؤدي فريضة الحج والعمرة في حجة واحدة، ما دام لم يكن مفروضا عليه أن يؤدي حج التمتع أو حج القران. فإذا كان مفروضا عليه أن يؤدي حج التمتع أو حج القران، فإنه يجب عليه أن يذبح هديا في مكة، كفارة عن تخلفه عن تقديم العمرة قبل الحج. وقد قال تعالى: {وَأَتِمُّواْ ٱلْحَجَّ وَٱلْعُمْرَةَ لِلَّـهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا ٱسْتَیْسَرَ مِنَ ٱلْہَدِیِّ} [البقرة: 196]. وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا دخل شهر ذي الحجة، فلا تشقوا رؤوسكم حتى تضحوا". فالشق هو نزع شعر الرأس، سواء كان بالحلاقة أو بغيرها. فلا يجوز للمحرم أن يشق رأسه إلا بعد أن يضحي هديه.




شروط العمرة


العمرة هي زيارة البيت الحرام في مكة المكرمة في أي وقت من السنة، وتتضمن طواف الكعبة وسعي بين الصفا والمروة وحلق الشعر أو تقصيره. وهي من أفضل الأعمال التي يقوم بها المسلمون، ولها فضائل عظيمة وأجر كبير عند الله تعالى.


ولكن لا يجوز للمسلم أن يؤدي العمرة إلا بعد أن يستوفي بعض الشروط التي تجعلها صحيحة ومقبولة، وهذه الشروط هي:


- الإسلام: فلا تصح عمرة الكافر أو المرتد، ولا يجزئه عن حجة الإسلام.

- البلوغ: فلا تجب العمرة على الصبي أو الجارية قبل أن يبلغا، وإن فعلاها فهي نافلة لهما، ولا يحتسبان من المعتمرين.

- العقل: فلا تصح عمرة المجنون أو المخبول، ولا تجب عليهما.

- الحرية: فلا تجب العمرة على العبد أو المملوك، وإن فعلاها فهي نافلة لهما، ولا يحتسبان من المعتمرين.

- التطهير من الحدث والنجاسة: فلا يجوز للمحدث أو المنجس أن يطوف بالكعبة أو يسعى بين الصفا والمروة حتى يتطهر من حدثه أو نجاسته، سواء كان حدثا أكبر كالجنابة أو حدثا أصغر كالوضوء، أو كانت نجاسة ظاهرة كالدم أو باطنة كالخمر.

- إحرام من الميقات: فلا يجوز للمسلم أن يدخل مكة إلا بإحرام من الميقات المحدد له بحسب مكان قدومه، سواء كان ساكنا في مكة أو خارجها، وإلا فعليه دم.

- التزام المناسك: فلا تصح عمرة من ترك شيئا من مناسكها كالطواف أو السعي أو التقصير، وإن ترك شيئا بجهل أو نسيان فعليه التوبة والإتيان به متى تذكر، وإن ترك شيئا عمدا فعليه دية.


هذه هي شروط العمرة التي يجب على كل مسلم مراعاتها قبل أن يؤدي هذه الفريضة العظيمة، ونسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يرزقنا زيارة بيته الحرام في أحسن حال.



كيفية اداء العمرة


العمرة هي زيارة البيت الحرام في مكة المكرمة في أي وقت من السنة، وهي عبادة تقرب المسلم من الله تعالى وتزيد من إيمانه وتقواه. العمرة تتكون من أربعة أركان هي: الإحرام، والطواف، والسعي، والتحلل. في هذه المقالة سنشرح كيفية اداء العمرة بالتفصيل.


- الإحرام: هو نية الدخول في عبادة العمرة وارتداء ملابس خاصة لا تخيط ولا تغطي الرأس للرجال، وملابس عادية للنساء تغطي كل جسدهن إلا الوجه والكفين. يجب على المحرم أن يتوجه إلى أحد المواقيت المحددة للإحرام، وهي محطات حدودية تقسم بلاد الإسلام إلى حل وحرم. يستحب أن يغتسل المحرم قبل الإحرام وأن يصلي ركعتين ثم ينوي العمرة بقول: "لبيك اللهم عمرة" أو "اللهم إني أريد العمرة فيسرها لي وتقبلها مني". ثم يبدأ بالتلبية بقول: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك". يستمر المحرم بالتلبية حتى يصل إلى المسجد الحرام.


- الطواف: هو الدوران حول الكعبة سبع مرات ابتداء من الحجر الأسود وانتهاء به. يجب على المتوفى أن يطهر نفسه بالوضوء أو الغسل قبل الطواف، وأن يقول بسم الله والله أكبر عند بدء كل شوط من الطواف، وأن يقبل أو يستلم أو يشير إلى الحجر الأسود في كل شوط إذا استطاع. يستحب أن يجعل المتوفى بينه وبين الكعبة مسافة كافية لا يزاحم بها الناس، وأن يستغفر الله ويذكره ويدعوه في طوافه بما شاء من دعاء. بعد انتهاء الطواف، يصلي المتوفى ركعتين خلف مقام إبراهيم أو في أي مكان من المسجد، ثم يشرب من ماء زمزم.


- السعي: هو الجري بين صفا ومروة سبع أشواط ابتداء من صفا وانتهاء به. يجب على المسعى أن يطهر نفسه بالوضوء أو الغسل قبل السعي، وأن يقول بسم الله والله أكبر عند بدء كل شوط من السعي، وأن يقرأ ما جاء في القرآن عند الوقوف على صفا ومروة: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 158]. يستحب أن يسرع المسعى في المسعى بين العلامتين الخضراوين، وأن يذكر الله ويدعوه في سعيه بما شاء من دعاء.


- التحلل: هو خروج المحرم من حالة الإحرام بحلق شعر رأسه أو تقصيره للرجال، وتقصير شعر رأسها للنساء. بذلك يتمتع المحرم بكل ما كان حراما عليه في الإحرام من لباس وطيب وزواج وغير ذلك. وبذلك يكون قد أدى العمرة بشكل صحيح وكامل، ويستحق ثوابها من الله تعالى.


لبيك اللهم عمرة: كيف تستعد لزيارة بيت الله الحرام؟


إن من أجمل الأعمال التي يقوم بها المسلم هي زيارة بيت الله الحرام وأداء مناسك العمرة، التي تقربه من ربه وتزيد في إيمانه وتكفر عن ذنوبه. ولكن كيف يستعد المسلم لهذه الزيارة المباركة؟ وما هي الأشياء التي يجب عليه مراعاتها قبل وأثناء وبعد العمرة؟


من النقاط المهمة التي تساعد المسلم على أداء عمرته بالشكل الصحيح والمقبول، ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.


1- النية: إن النية هي أساس كل عمل، فلا يصح عمل بدون نية، ولا تقبل عمرة بدون نية. فعلى المسلم أن ينوي في قلبه أن يؤدي عمرة لوجه الله تعالى، وأن يخلصها من كل رياء وسمعة، وأن يتوكل على الله في كل خطوة يخطوها. وعلى المسلم أن يحرم للعمرة من الميقات الذي يمر عليه، سواء كان ذلك من طريق المدينة أو مصر أو الشام أو غيرها، وأن يقول: "اللهم لبيك عمرة"، ثم يبدأ بالتلبية: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك"   .


2- التحضير: إن التحضير لزيارة بيت الله الحرام يشمل جوانب عديدة، منها:


- التحضير الجسدي: وهو أن يعتني المسلم بصحته ونظافته، وأن يقصّ أظافره ويلحف شعر رأسه وإبطه وعانته، وأن يستحمّ قبل الإحرام، وأن يختار ثوبَ الإحرام المُستحبَّ، والذي هو عبارة عن خِرْقَتَيْنِ بَيْضَتَيْنِ غير مخَاطَتَيْنِ، إحداهُما رِداءٌ يُغَطِّى بهِ مِنْ فَوْقِ، والأُخْرَى إزارٌ يُغَطِّى بهِ مِنْ تَحْتٍ  .

- التحضير المادي: وهو أن يحضر المسلم ما يحتاجه من أموال ووثائق وأدوية ومستلزمات شخصية، وأن يسدد ديونه ويوفي بحقوقه، وأن يترك وصيةً شرعيةً في حالة الحاجة، وأن يسافر برفقة محرمٍ للنساء، وأن يختار وسيلة السفر المناسبة والآمنة، وأن يحجز مكان إقامته في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وأن يتعرف على الأماكن المقدسة والتاريخية التي سيزورها.

- التحضير الروحي: وهو أن يزيد المسلم من طاعته لله تعالى، وأن يكثر من الصلاة والصيام والصدقة والذكر والدعاء، وأن يتوب من جميع ذنوبه، وأن يصل رحمه، وأن يعفو عن من ظلمه، وأن يسامح من أساء إليه، وأن يستودع أهله وماله الله تعالى، وأن يقرأ كتاب الله تعالى، ويتدبر معانيه، ويتعلم أحكام العمرة من كتب الفقه أو من علماء الدين.


3- الطواف: إذا دخل المسلم إلى المسجد الحرام، فإنه يبدأ بالطواف حول الكعبة سبع مرات، بحيث يجعل الكعبة على يساره، مستقبلاً القبلة في كل دورة.   


- في الدورة الأولى: يقول المسلم: "بِسْمِ اللَّهِ، اللَّهُ أَكْبَرُ" عند رؤية الحجر الأسود أو موضعه، ثم يُقَابِلُهُ بِشَفَتَيْهِ أَو بِيَدِهِ أَو بِشَيْءٍ آخَرٍ إِذَا اسْتَطَاعَ ذَلِكَ دُونَ تَضْرُّرٍ أَو تَضْرُّرِ غَيْرِهِ.  

- في كل دورة: يقول المسلم عند رؤية الحجر الأسود أو موضعه: "اللَّهُ أَكْبَرُ" فقط.  

- في كل دورة: يقول المسلم عند رؤية الركن اليماني أو موضعه: "اللَّهُ أَكْبَرُ" فقط.  

- في كل دورة: يقول المسلم بين الركن اليماني والحجر الأسود: "رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عذابَ النّار".  

- في كل دورة: يدعو المسلم بما شاء من دعاء .


مناسك العمرة للنساء


العمرة هي زيارة البيت الحرام في أي وقت من السنة، وتتكون من ثلاثة أركان هي: الإحرام، والطواف، والسعي. وللنساء بعض الأحكام الخاصة التي يجب عليهن مراعاتها عند أداء مناسك العمرة، وهي كالتالي:


- الإحرام: هو نية الدخول في العمرة، وارتداء ملابس خاصة بها. وللنساء حرية اختيار ملابس الإحرام التي تناسبهن، مع الالتزام بالحجاب الشرعي، وتغطية كل الجسم ما عدا الوجه والكفين. ولا يجوز للمرأة أن تضع نقاباً أو قفازين أو حذاءً يغطي الكعبين. كما يجب على المرأة أن تقول التلبية بصوت خفيض، وأن تمتنع عن الطيب والزينة والمفطرات والمباشرة.


- الطواف: هو الدوران حول الكعبة سبع مرات، بدءاً من الحجر الأسود، وانتهاءً به. ويجب على المرأة أن تطوف خلف الرجال، وألا تلمس الكعبة أو أي شيء منها، وألا تقطع صفوف الرجال. كما يجب على المرأة أن تقول الأذكار والدعاء في كل شوط من شوط الطواف، وأن تستقبل الحجر الأسود بالتكبير في كل مرة تمر به.


- السعي: هو المشي بين صفا ومروة سبع مرات، بدءاً من صفا، وانتهاءً به. ويجب على المرأة أن تسير بخشوع وهدوء، وألا تجري في المسعى كما يفعل الرجال. كما يجب على المرأة أن تقول الأذكار والدعاء في كل شوط من شوط السعي، وأن تستقبل صفا ومروة بالتكبير في كل مرة تصل إليهما.


- التحلل: هو خروج المرأة من حالة الإحرام بقص شعر رأسها أو حلقه. ويكفي قص ثلاث شعيرات من شعر رأسها، أو حلق ربع رأسها. ثم تغتسل المرأة لتزيل آثار الإحرام، وتستطيع بعد ذلك فعل كل ما كان محظوراً عليها في حالة الإحرام.


هذه هي مناسك العمرة للنساء بإيجاز، ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.


شرح الفرق بين العمرة والحج بطريقة مبسطة وواضحة.


العمرة هي زيارة للكعبة المشرفة والمسجد الحرام في أي وقت من السنة، إلا في أيام الحج. تتكون العمرة من أربعة أفعال رئيسية: الإحرام، والطواف، والسعي، والتحلل. الإحرام هو ارتداء ملابس خاصة لا تخيط ولا تغطي الرأس والقدمين للرجال، وملابس عادية تغطي كل شيء إلا الوجه والكفين للنساء. يجب على المحرم أن ينوي العمرة وأن يلزم ببعض الأحكام والآداب، مثل عدم قص الشعر أو الأظافر، أو قتل الصيد، أو ملاطفة الزوج أو الزوجة. الطواف هو الدوران حول الكعبة سبع مرات ابتداء من الحجر الأسود وانتهاء به. يجب على المطوف أن يكون طاهرا وأن يقول التسبيح والدعاء في كل شوط. السعي هو المشي بين صفا ومروة سبع مرات ابتداء من صفا وانتهاء به. يجب على المسعي أن يزداد سرعته في الميلين المشار إليهما بالأخضر، وأن يقول التسبيح والدعاء في كل شوط. التحلل هو خروج من حالة الإحرام بقص أو حلق جزء من شعر الرأس. بهذا تكتمل فرائض العمرة.


الحج هو زيارة للكعبة المشرفة والمشاعر المقدسة في مكة المكرمة وضواحيها في أيام محددة من شهر ذي الحجة. تتكون الحج من ثلاثة أنواع: التمتع، والقِران، والإفراد. التمتع هو أن يؤدي المسلم عمرة قبل حجه، ثم يتحلل من إحرامه، ثم يحرم من جديد لأداء حجه. القِران هو أن يؤدي المسلم عمرة قبل حجه، ثم لا يتحلل من إحرامه حتى يؤدي حجه. الإفراد هو أن يؤدي المسلم حجه فقط دون عمرة. تتكون فرائض الحج من خمسة أفعال رئيسية: الإحرام، والوقوف بعرفة، والمبيت بمزدلفة، ورمي الجمرات، والطواف الإفاضة. الإحرام هو نفسه الذي ذكرناه في العمرة، مع الفرق أن المحرم للحج يجب أن ينوي الحج وأن يلزم ببعض الأحكام والآداب حتى يتحلل من إحرامه. الوقوف بعرفة هو التواجد في عرفة من ظهر يوم التاسع من ذي الحجة حتى غروب الشمس، والدعاء والاستغفار والتوبة إلى الله. المبيت بمزدلفة هو التواجد في مزدلفة من غروب شمس يوم عرفة حتى فجر يوم النحر، والصلاة فيها صلاة المغرب والعشاء جمعا تأخيرا، والدعاء والاستغفار. رمي الجمرات هو رمي سبع حصيات في كل جمرة من ثلاث جمرات في منى، ابتداء من جمرة العقبة في يوم النحر، ثم جميع الجمرات في أيام التشريق. الطواف الإفاضة هو نفسه الذي ذكرناه في العمرة، مع الفرق أن المطوف للحج يجب أن يصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم، وأن يشرب من ماء زمزم. بهذا تكتمل فرائض الحج.


هذه هي المختصر المفيد عن الفرق بين العمرة والحج. نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يبلغنا وإياكم حج بيته الحرام. آمين.


فضل العمرة في رمضان


 العمرة من أفضل الأعمال التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، وهي زيارة لبيت الله الحرام في أي وقت من السنة، تتضمن طوافاً حول الكعبة وسعياً بين الصفا والمروة وحلقاً أو تقصيراً للشعر. وقد جاءت في فضلها أحاديث كثيرة منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" (رواه البخاري ومسلم).


وإذا كانت العمرة في أي وقت من السنة فضيلة، فإنها تزداد فضلاً وأجراً إذا أدِّيَت في شهر رمضان المبارك، الذي هو شهر الصيام والقرآن والتقوى والإحسان. فقد روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "العمرة في رمضان تعدل حجة معي"، أو قال: "حجة في حجتي". وفي رواية لمسلم: "تعدل حجة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم".


وقد فسَّر بعض العلماء هذا الحديث بأن المراد بالتعديل هو التشبُّه بالحج في بعض شروطه وأحكامه، كأن يكون المؤدي للعمرة مخلصاً لله تعالى، مطيعاً لأوامره، مجتنباً لمحظوراته، مستكثراً من ذكره ودعائه، مستغفراً لذنوبه، مصلحاً لذات بينه، مؤدِّباً لنفسه على التواضع والخشوع. كذلك يستحب له أن يغتسل قبل دخول المسجد الحرام، وأن يستقبل الكعبة بالتكبير والتحميد، وأن يُكثِر من التلاوة والصلاة في المسجد.


ولكن هذا لا يعني أن العمرة في رمضان تغني عن فريضة الحج، فإن الحج فرض على كل مسلم بالغ قادر مرة في حياته، كما قال تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} (آل عمران: 97). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الإسلام بني على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان" (رواه البخاري ومسلم).


فالحج هو ركن من أركان الإسلام، وهو عبادة جامعة لكل معاني التقوى والتوحيد والإخلاص والتضحية والصبر والمغفرة. وهو فرصة عظيمة للتجديد والتطهير والتوبة. فمن أدَّى حجَّة مبرورة خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من حج لله فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه" (رواه البخاري ومسلم).


فعلى المسلم أن يحرص على أداء فريضة الحج إذا توفرت له القدرة على ذلك، وألا يؤخِّرها بلا عذر شرعي. وعلى من أدَّى الحج فعليه أن يستغل هذه النعمة بالثبات على طاعة الله تعالى، وألا يعود إلى ما كان عليه من المعاصي قبل الحج. فإن هذا من أشراط المبرورية التي تضمن لصاحبها دخول الجنة.


وأخيراً نسأل الله تعالى أن يتقبل منا صالح الأعمال، وأن يرزقنا حج بيته الحرام، وأن يجعلنا من المبرورين المغفورين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع