القائمة الرئيسية

مقالات دينية,جولة نسائية,جولة قرآنية,قصص دينية,جولة أطفال

اعتصمو بحبل الله ولا تفرقوا

اعتصموا بحبل الله

اعتصمو بحبل الله ولا تفرقوا 


المفاهيم والمفاهيم المضادة ..تابع /  العصمة للرسل عليهم صلاة الله وسلامه والعالم مأجور على زلته ـــــــــــ
أولا /  لا أرد على احد ولا أقصد تعليم أحد ولكن أساعد قدر المستطاع  من استغفل  من الشباب فتواجد مع من يخرب غرسا  غرسه محمد صلى الله عليه وسلم  وسقاه  ورثته بدمائهم ؟
ــــ
ثانيا / الخطأ مكتوب على ابن آدم  بما فيهم العلماء  والأئمة على جميعهم رحمة الله تعالى .
 فلا بد أن يخطئ مالك ويصيب الشافعي ، ويخطئ الشافعي ويصيب مالك ....ويخطئ  سيد قطب ويصيب ابن باز ، ويخطئ ابن باز  ويصيب سيد قطب ..وهكذا  فالصواب دائما محفوظ  والخطأ دائما بين . لأن المعصوم واحد وهو محمد صلى الله عليه وسلم . لم يجمع الله دينه في قلب رجل واحد إلا في قلب محمد صلى الله عليه وسلم ليكون ذلك معجزة له   . كما قال الإمام مالك رحمه الله تعالى  [ كل يؤخذ من كلامه ويترك إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم ]
ثم العصمة بعده للأمة  لقوله صلى الله عليه وسلم  [ لا تجتمع أمتي على ضلالة أبدا ]
ثم إن الأمة يجب عليها شرعا أن تحافظ على دين الله بكل أبعاده وعلومه من ثم عرف فيها التخصص عبر تاريخها  فكان الفقهاء والمحدثون والمفكرون  والنحاة والبلغاء  كل خدم دين الله تعالى من جانب
ومنهاج العلماء والدعاة فيما بينهم الاستفادة  من تخصصات بعضهم بداية ــ ذكر الإمام  الذهبي عن عبد الله بن أحمد قال : سمعت أبي يقول : قال الشافعي :يا أبا عبد الله ــ يعني الإمام أحمد ــ إذا صح عندكم الحديث فاخبرونا حتى نرجع إليه أنتم أعلم بالأخبار الصحاح منا ]  لأن المتخصص في فن  لابد ان يحتاج إلى علوم أخرى  لأن العلوم تخدم بعضها بعضا  فإذا تكلم  العالم  أو الداعي في غير فنه ربما يقع في الخطأ والغلط  وهو في ذلك مأجور كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والشافع له كثرة صوابه وعدالة حاله
فواجب العلماء والدعاة أمام أخطاء بعضهم تصحيح الخطأ والانتفاع بالصحيح لكن من يصحح ؟   يقول الشاطبي :
أَخي أَيُّهَا الْمُجْتَازُ نَظْمِي بِبَابِهِ ... يُنَادَى عَلَيْهِ كَاسِدَ السُّوْقِ أَجْمِلَا
- وَظُنَّ بِهِ خَيْراً وَسَامِحْ نَسِيجَهُ ... بِالاِغْضاَءِ وَالْحُسْنَى وَإِنْ كانَ هَلْهَلَا
 - وَسَلِّمْ لإِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ إِصَابَةٌ ... وَالاُخْرَى اجْتِهادٌ رَامَ صَوْباً فَأَمْحَلَا
 - وَإِنْ كانَ خَرْقُ فَادَّرِكْهُ بِفَضْلَةٍ ... مِنَ الْحِلْمِ ولْيُصْلِحْهُ مَنْ جَادَ مِقْوَلَا
- وَقُلْ صَادِقًا لَوْلاَ الْوِئَامُ وَرُوحُهُ ... لَطاَحَ الأَنَامُ الْكُلُّ فِي الْخُلْفِ وَالْقِلَا .
فالمصحح هومن جاد مقولا ....لايكون مقامه السوق  ولا يكون حقودا ولا يكون معترضا بالأساس  وأن يكون ذاقلب رحيم . لذا نجد أصحاب الشروح  عندما ينبهون على خطأ عالم  يبنبهون  بمنتهى التحفظ  وبعد قولهم : رحمه الله .. وغفر له .... وقد استدرك الشيخ الألباني بتمام المنة  على فقه السنة ، واستدرك الناجي  على المنذري ..واستدرك  الكثير على الكثير في تخريج الأحاديث وتتضعيف  وتصحيح الأحاديث ... الاستدراكات  والاستخراجات ...الطريق يطول فكان في ذلك خير كثير دون فتنة تذكر تخزب الأمة على بعضها .
ـ فدين الله تعالى محفوظ  بكل أبعاده  وبكل جوانبه ولابد للأمة  أن تأخذ دين الله تعالى بهذا التنوع في الجوانب ولابد أن تكون  في مختلف التخصصات  ولابد أن يستفيد كل متخصص من الآخر .
وقد ثبت هذا التنوع في الصحابة الكرام ....
وتحاكمت الأمة إليه عبر حلقات تاريخها فوثقت كل طائفة في تخصصها وتخصص غيرها وعملت بالجميع  وفي الحديث :
أعلمكم بالحلال والحرام معاذ وأفرضكم زيد بن ثابت ......
وجاء أبو ذر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : استعملني : فقال : يا ابا ذر إنها أمانة وإنها خزي  وندامة يوم القيامة . في حين عين معاذا ، وعمرو بن العاص .....
ولما أراد علي أن يناظر الخوارج  اختار بن عباس  واختار له  السنة  على الكتاب وقال له : جادلهم بالسنة ولا تجادلهم بالقرآن فإن القرآن حمال ...
فالأمة اليوم إذا أرادت أن تنتدب رجلا ليناظر ملحدا فهل تختار من يناظره بموطأ مالك  أم من يناظر  بفكر الإمام الشافعي و مصطفى محمود ، و سيد قطب ؟
وإذا ارادت معرفة ما صح من الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الزمن الحالي هل تختار الشيخ الألباني وأحمد شاكر وأضرابهما  أم الشيخ ابن باز ؟  وإذا  أرادت جانبا في العقيدة  فهو له بطل . وإذا أرادت خطيبا  يثلج الصدور في موقف عالمي  كيوم عرفة  فمن للموقف ؟....عليهم رحمة الله جميعا
فبهذا تستطيع الأمة أن ترى لدين الله وجودا   وانتصارا  وجمالا في كل ميدان ...
ثم إن العالم اثناء حديثه عن دين الله تعالى  من منطلقه  ـ وهو سالم الفكر والمعتقد والقصد كما أسلفت ـ لا بد أن يقع في أخطاء وكلما اتسعت جهوده  وكبر عمله كثرت أخطاؤه  لكنها مغفورة بشفاعة قصده  وذلك حجة له أمام الله بل له عليها في ذلك  أجر كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
ويجب على الأمة  أن تنظر إلى علمائها ومفكريها بهذه النظرة  فتصحح  الأخطاء  وتسدد المخطئ . ولا تنظر إلى المخطئ بنظرة العدو فتنسف جهوده  وتحرق كتبه وتحذر العباد منه وتحاول أن تقطعه عن أمته ...فإن هذا زيغ وضلال ينبئ عن خبث في الطوية وفساد ، مفرق لشمل الأمة لا جامعا له فإن هذا المعتقد يوجب على صاحبه أن يفعل ذلك مع العاصي  ومع كل مخالف والطريق طويل يوصل إلى ضلال وهوى ...ولقد سمعت أشبابا جمعوا نسخا من فتح الباري فأحرقوها بحجة أنه زيدي ، وكذلك علم الشوكاني ؟؟؟
 إن دين الله دين رحمة فيه نصوص كثيرة تدعو الظالم أن يتوب بعد ظلمه والعاصي بعد عصيانه  والمجرم بعد جرمه ... ولابد لذلك من آلات لبها في تعامل العالم والداعي بنقل وعد الله اليهم في ثوبه النظيف  بالتجاوز والعفو  والمغفرة .... وإلا فسيكون منفرا عن الله  نائبا عن الشيطان في الأرض ؟
فموقف المسلم تجاه خطأ العالم ، أو الداعي  أو المفكر  الذين لهم جهود مشكورة في خدمة الإسلام  والغيرة عليه  شهدت لهم بذلك أجيال من الأمة  موقف خطير  يستوجب التمعن والتلطف لأن كل متصرف  هو الناجح أو الخاسر في آخر المطاف والمصبية هذه لا جاه لها ينفع أو يشفع  يوم تبلى السرائر
ومن هذا  القبيل أخطاء سيد قطب رحمه الله
إذا بحثنا في  تفسيره  وعددنا أخطاءه وصوابه ، ومنافعه وأضراره فإن صوابه ومنافعه بحر  الأمان  والعلم اهتدى بسببه إلى رحمة  الله خلق كثر  فلا يقول بنسف الكتاب  إلا غافل  منسوف حقود ، او جاهل عنيد .
ويمكن للإنسان ألا يلتفت إلى هذا الكلام  لكن  يجب عليه  شرعا وكونا  ان يصدق  الكون  وما خلفه  سيد قطب من تراث  فينطلق مباشرة إلى كتابه في ظلال القرآن  فيقرأ الكتاب فسيجد العلم الغزير  ويلمس روح الإسلام وأسرار الله في كتابه ... والكتاب أصبح مرجعا للدنيا أحب من أحب وكره من كره .
والقارئ والمدافع هنا لا يدافع عن شخص أو فكر ....وإنما يسهم في دفع النعرات الخبيثة التي تفرق الأمة فتجعل أمة الطائعين وأمة العاصين وأمة السلفيين وأمة التبليغيين ... كل حزب بما لديهم فرحون ، كل يهدم الآخر          وإليك شهادات العلماء في سيد قطب وهي شهادة أمة .
الشيخ عبد العزيز بن باز (15/ 23، بترقيم الشاملة آلي
السؤال
سمعت من سماحتكم منذ أسبوعين تقولون لنا: إنه يوجد من يراجع كتاب في ظلال القرآن للشهيد سيد قطب، لما فيه من بعض الأخطاء، وذلك عن طريق اللجنة من دار الإفتاء.
فهل نأمل من الله ثم منكم في طبع هذه الملاحظات والتوضيحات على هذا الكتاب في كتاب، حتى يمكننا أن نقتنيه في أسرع وقت؛ ليكون بجانب الكتاب الأصلي الذي يوجد في معظم البيوت؟
الجواب :  ينظر في هذا إن شاء الله
رأي الشيخ الألباني في كلمات لسيد قطب
يقول السائل : أنا أذكر يا شيخنا! بالمناسبة نفس هذا الكلام كيف حمله بعض إخواننا الأفاضل على محمل سيئ، ولعلكم تسددونني فيما أقول.
يقول سيد قطب في بعض كتبه: (إن عبادة الأصنام التي دعا إبراهيم عليه السلام ربه أن يجنبه هو وبنيه إياها، لا تتمثل فقط في تلك الصورة الساذجة التي كان يزاولها العرب في جاهليتهم، أو التي كانت تزاولها شتى الوثنيات في صور شتى مجسمة في أحجار، أو أشجار، أو حيوان، أو طير، أو نجم، أو نار، أو أرواح، أو أشباح.
إن هذه الصورة الساذجة كلها لا تستغرق صور الشرك بالله، ولا تستغرق كل صور العبادة للأصنام من دون الله، والوقوف بمدلول الشرك عند هذه الصورة الساذجة يمنعنا من رؤية صور الشرك الأخرى التي لا نهاية لها، ويمنعنا من الرؤية الصحيحة لحقيقة ما يعتور البشرية من صور الشرك والجاهلية الجديدة، ولا بد من التعمق في إدراك طبيعة الشرك وعلاقة الأصنام بها، كما أنه لا بد من التعمق في معنى الأصنام وتمثل صورها المجردة، المتجددة مع الجاهليات المستحدثة) .
نريد تعليق شيخنا، ثم نقرأ تعليق أحد الإخوة الأفاضل على هذا الكلام.
الشيخ: لا يوجد شيء على الكلام، هو كلام سليم (100%) ، ويكفي في ذلك قوله تعالى في القرآن الكريم: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ} [التوبة:31] والتفسير الذي جاء في هذه الآية لما نزلت، وهي نزلت في حق النصارى، وكان من العرب الذين تنصروا في الجاهلية .....
خاتمة رأي الشيخ [ الألباني ]في سيد وكتبه
الشيخ: على كل حال، الرجل مات وانتقل إلى رحمة الله وإلى ظنه، ونحن كما نصحتك آنفاً لا تبحث في الأشخاص، خاصة إذا كانوا انتقلوا إلى رحمة الله.
رجل: ألا يمكن أن نقول: إن قصد بالجاهلية التكفير وتكفير هذه الأمة فهذا ضلال بعيد، وإن قصد أنك ما تمر بالشارع إلا كان على يمينك قمار، والدكان الثاني يبيع الخمر علناً، والثالث مرقص، والرابع سينما، والخامس سفور، ثم أزياء الكفار، ثم سن قوانين غير شرعية، فإن قصد مثل هذا فهو كما قال فيه جاهلية، فهذا كلام لا ينكر، بل قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب ما هو أشد من هذا في الناس.
وأما إن قصد التكفير فالأمر والحمد لله واضح، فنحن نفصل، ولا يهمنا الرجل بذاته، إن كان قصد التكفير المخرج من الملة فهذا ضلال ونأباه وأمره إلى الله، وإن كان قصده الجاهلية التي نراها فلا تشك معي أن الأمر كذلك.
الشيخ: أنت ماذا ينادونك؟ الرجل: أبو طلحة           
الشيخ: انظر يا أبا طلحة! يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ولو في غير هذه المناسبة: (إنما الأعمال بالخواتيم) ، فما هي خاتمة البحث في كلام سيد قطب أو غيره، إن كان قصد كذا أو قصد كذا؟ السائل: الشاهد يا شيخ! الشيخ: لا تحد عن الجواب.
السائل: ما قصدت الحيدة يا شيخ! الشيخ: أنا لا أتكلم قصدت أم لم تقصد، إنما أذكرك وأقول: لا تحد عن الجواب، ما هي ثمرة البحث في أن سيد قطب أو غيره قال كذا وكذا وكذا؟ فما هو المقصود من حكايتنا لكلامه؟ السائل: نحن الآن نريد أن نحذر الناس من كتب هذا الرجل؛ لأن الناس الآن عظموا مؤلفات هذا الرجل، حتى فاقت في طباعتها وانتشارها مؤلفات الأئمة، فيا شيخ! هو عنده أخطاء عقائدية كثيرة، وقد تكلم في عثمان.
الشيخ: هذا هو الجواب.
السائل: لا أقصد أنه لهذا يا شيخ! رجل آخر: لدينا سؤال واحد فقط! الشيخ: تفضل.
السائل: هل قلتم مرة أن معالم على الطريق هو توحيد كتبَ بأسلوب عصري؟ الشيخ: أنا أقول: إن في هذا الكتاب فصلاً قيماً جداً، أظن عنوانه: (لا إله إلا الله منهج حياة) هذا الذي أقوله وقلته آنفاً، ومثل ما يقولون عندنا في الشام: (على غير عباية) : الرجل ليس عالماً، لكن له كلمات عليها نور وعليها علم، مثل (.
منهج حياة) أنا أعتقد أن هذا العنوان كثير من إخواننا السلفيين ما تبنوا معناه، أن (لا إله إلا الله منهج حياة) هذا الكلام الذي تكلمت عنه.
الرجل: قلتم لنا هذا الكلام في بيتنا منذ خمسة وعشرين سنة.
الشيخ: ممكن، لكن أنا لا أذكر ما أقول.
لكن الرجل له كتاب العدالة الاجتماعية لا قيمة له، لكن كتاب معالم على الطريق له بحوث قيمة جداً.
وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
يقول الشيخ الألباني : نحن نعتقد أن سيد قطب رحمه الله لم يكن سلفي المنهج في عامة حياته، ولكن ظهر له اتجاهٌ قوي إلى المنهج السلفي في آخر حياته وهو يعيش في سجنه ....
يقول الشيخ سعد البريك (172/ 15، بترقيم الشاملة آليا)
الحياة الحقة لا تنتهي بالموت
أيها الإخوة حينما يكون للحياة معنى سنظل أحياء ولو كنا في المقابر، فـ سيد قطب رحمه الله هل هو الآن من الأحياء أم من الأموات؟ هو والله من الأحياء، كتبه مؤلفاته وفيها خير كثير، ولا تسلم من شيء والبشر لا يسلمون لكنه من الأحياء حتى وإن كانت نهايته أن يشنق على خشبة صفراء أو حمراء،

يضيف الشيخ سعد البريك (177/ 4، بترقيم الشاملة آليا)
 كم من شخص لم يعرف فكره وصدق نيته وصلاحه إلا بعد أن واراه التراب، انتشر وعرف وعلم شأنه وقدره، سيد قطب رحمه الله كان معلوما لديكم، وقع أن قدم للإعدام في المشنقة، وطلب منه أن يعتذر أو أن يقول كلاما ليرضي به من حوله، ولكي يخفف عنه الإعدام إلى السجن المؤبد، أو نحو ذلك، فماذا قال؟ إن إصبع السبابة الذي يشهد لله بالوحدانية في كل يوم خمس مرات، يرفض أن يعتذر للطغاة، الله أكبر يا عبد الله! هكذا تنتشر الأديان، هكذا ينتشر الدين وتنتشر العقائد، وبدون ذلك لا تنتشر فكرة ما لم يروها أبناؤها بدمائهم.
وقال رحمه الله في تفسيره في ظلال القرآن حول كلامه عن قول الله جل علا: {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد} [غافر:51] قال رحمه الله: وكم من شهيد بلغت دعوته مبلغا بعيدا، لو قدر له أن يعيش آلاف السنين لم تبلغ دعوته عشر ما بلغت
ـــــــــــــ
الشيخ سيد حسين العفاني (18/ 34، بترقيم الشاملة آليا)
السؤال
  هناك من يقول: إن الشيخ سيد قطب يقول بوحدة الوجود وأن عقيدته أشعرية، هل هذا صحيح؟
الجواب
  بداية يقول الشيخ محمد ناصر الدين الألباني عن الشيخ سيد قطب: إن الشيخ سيد قطب لم يكن عالماً، وحرام على الناس أن يحاسبوه حساب العالم، يعني: الشيخ سيد قطب كان داعية عظيماً، ولكنه لم يكن عالماً كـ ابن تيمية أو الشوكاني أو الشيخ محمد بن عبد الوهاب أو ابن باز أو غيره، فالرجل دخل مؤخراً في الحركة الإسلامية ولم يطلع على عقيدة أهل السنة والجماعة، ومن الإنصاف ألا تبخس الناس ما قدموه للإسلام من خدمات، ثم إن كانت عندهم آثار سيئة أو أخطاء فتذكر الأخطاء، ولكن من الإنصاف أن تذكر بداية الحسنات، وكما قالوا: إن الماء إذا بلغ القلتين لا يحمل الخبث، فلا تأتي إلى داعية مثل الشيخ سيد قطب وتنسفه نسفاً ولا تذكر له حسنة واحدة.
وقال الشيخ محمد إسماعيل المقدم عنه: يكفيه أنه دفع حياته من أجل دينه، وأنه أشار بسبابته وقال: إن هذه السبابة التي نشير بها إلى الله عز وجل لا تسجد لغير الله عز وجل، وهذا من باب إنصاف الشيخ سيد قطب، ولا نقول عليه ما قاله الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، والشيخ ربيع بن هادي المدخلي كلامه عن الشيخ سيد قطب وإن كان فيه حقائق إلا أنه كلام جاف، وإن كان أغلبه كلام علمي ولكنه كلام جاف، وظاهر كلامه أنه ليس لـ سيد قطب حسنة واحدة، والشيخ الألباني يقول عن سيد قطب: إن بعض كتاباته عليها نور العلم، مثل كتاب (معالم في الطريق)، ففيه فصل عليه نور العلم، وهو فصل لا إله إلا الله منهج حياة، قال: وأما كتابه العدالة الاجتماعية فلا يساوي شيئاً.
والشيخ سيد قطب له أخطاء جمعها الشيخ أحمد الدويش في كتابه (المورد الزلال في الرد على أخطاء الظلال)، ومن ضمن هذه الأخطاء: أن الشيخ سيد قطب عليه رحمة الله كان يقول: إن أحاديث الآحاد لا يحتج بها في مجال العقائد، وأخطأ في هذا.
ومن ضمن أخطاء الشيخ سيد قطب عليه رحمة الله عليه: أنه أول بعض الصفات مثل صفة الاستواء في قول الله عز وجل: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه:5]، وأخطأ في هذا، ورد عليه الشيخ الدويش، وقد زل به قلمه في أوائل سورة الحديد وفي سورة: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص:1]، ورد عليه الشيخ الدويش، ولأنه لم يكن عالم حديث فقد رد بعض الأحاديث مثل حديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم الموجود في البخاري، فللرجل أخطاء نتجنبها ونأخذ من حسناته فقط؛ حتى نكون في إنصاف والله أعلم، أما أن نحاسبه على أنه كان عالماً فالشيخ سيد قطب لم يكن عالماً.

دروس الشيخ عائض القرني (347/ 27، بترقيم الشاملة آليا)
السؤال
  أرجو أن تفيدنا بكلمة عن الشيخ الأستاذ سيد قطب؟
الجواب
  هو صاحب الظلال، نسأل الله أن يجعله شهيداً، وهو ممن نشر الفكر الإسلامي العامر في كتبه ورسائله وفي دعواته، والرجل يظهر منه الصدق والإخلاص في كلامه، وهو رجل بصر الواقع  ودرس الثقافة الغربية والشرقية ما يقارب أربعين سنة، ثم جاء يكتب عن من فهم عميق، وهو أكثر من أثر على الغربيين في نسف حضارتهم بقلمه، لأنه يكتب من واقع القوة -رحمه الله- وقد رأيت له مقالة نقلها الخالدي وهو يرى الحضارة الغربية، قال: والله لقد تحقق في الغرب قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [الأنعام:110] وفي الظلال ثروة، على أن فيه بعض الملاحظات التي لا يخلو منها بشر، فنسأل الله أن يتغمده بالرحمة، وأن يجمعنا به في دار الكرامة، وله كتب كثيرة منها" معالم في الطريق " وهو من أقوى كتبه على الإطلاق، و" الإسلام والعدالة الاجتماعية "، و" هذا الدين "، و" المستقبل لهذا الدين "، و" مقومات الحضارة " وغيرها من الرسائل.

الوصية بقراءة كتبه
ويقول الشيخ عبد الرحمن المحمود (29/ 21، بترقيم الشاملة آليا)
كتاب (في ظلال القرآن) لـ سيد قطب كتاب جيد، وهو من الكتب التي تقرب الإنسان إلى العيش في ظلال القرآن، ومن هنا فإنني أنصح بقراءته، مع ملاحظة ما عليه من ملاحظات؛ فإنه رحمه الله قد وقع في بعض الأخطاء خاصة المتعلقة بصفات الله سبحانه وتعالى، فقد أول صفة الاستواء وصفة اليد وبعض الصفات، كما أن له تعبيرات لا نوافقه عليها مثل: تسميتها بالموسيقى ونحو ذلك، ولهذا فإننا نقول: يجب أن يكون موقف المسلم من هذا الكتاب لا إفراط ولا تفريط، فبعض الناس يقرأ هذا الكتاب ويظن أنه لا خطأ فيه أبداً، والبعض الآخر يرى أن فيه بعض الأخطاء وأنه لا ينبغي قراءته، وأقول: ينبغي أن يكون الإنسان -والحالة هذه- ناظراً في مثل هذا الكتاب هل نفعه أعم أم لا؟ فإذا كان نفعه أعم والأخطاء ممكن أن تتدارك فينبغي تدارك الأخطاء والاستفادة من هذا الكتاب، ولو أن كل كتاب عليه ملاحظات تركناه لتركنا كتباً لأهل العلم عظيمة وكثيرة لا يستغني عنها أي طالب علم.
يقول الشيخ محمد المنجد (219/ 13، بترقيم الشاملة آليا)
كذلك أن كتب القدامى قد كتبت في عصر كان الإسلام فيه في عزة، وعندما يكتب الكاتب بروح العزة الإسلامية وروح الانتصار يكون أسلوبه وروح كتابته تختلف عما يكتب به أحد الكتاب الآن في الوقت الذي أصبح المسلمون فيه في ذلة وهزيمة، وهذه نقطة مهمة جداً، قراءة كتب الماضين تأسس في نفوسنا الثقة بهذا الدين لأنهم يكتبون من منطلق القوة، ومن منطلق الاستعلاء، ولذلك نرشد الناس أن يقرءوا الكتب الحديثة التي يكتب فيها الكاتب المسلم من روح الاستعلاء كما هي كتابات سيد قطب رحمه الله مثلاً، هناك كتاب يتأثرون بالانهزامية الموجودة الآن، فتحس وأنت تقرأ بالانهزام، وتحس بأن الكاتب يتراجع عن كثير من الأمور الإسلامية الشرعية، تحت ضغط الحضارة الغربية مثلاً.
روس للشيخ محمد المنجد (244/ 34، بترقيم الشاملة آليا)
وإذا أراد أعلى من ذلك فإنه يقرأ في تفسير العلامة ابن كثير رحمه الله؛ وهو قد يكون أجل مصنفٍ في التفسير، ولاقى قبولاً في هذه الأمة من المتقدمين والمتأخرين من بعد كتابته، وهو تفسير سلفي يمتاز بشرح آيات الكتاب العزيز وفقاً لمنهج أهل السنة والجماعة، وهو تفسيرٌ أثريٌ يمتاز بإيراد الأحاديث والآثار عند تفسير الآية، وأظن بأنه أجود من كل المختصرات التي اختصرته، ولذلك إذا وجد الإنسان طاقةً في قراءته فلا يعدل إلى غيره مع استصحاب كتاب سيد قطب رحمه الله في ظلال القرآن؛ وهو كتاب مهم في بيان التصورات الإسلامية المأخوذة من الآيات مع عرض لبعض المشكلات العصرية على ضوء القرآن الكريم، وكون وجود بعض الملاحظات فيه لا يحط أبداً من شأنه العظيم، ولا يستغني عنه أبداً مسلم يعيش في هذا العصر بالذات.

ويقول أيضا
وكذلك من الكتب الحديثة التي تعتني بهذا كتاب الأستاذ سيد قطب رحمه الله يبين في مقدمة كل سورة ماذا تتناول السورة من المواضيع.
دروس للشيخ محمد المنجد (88/ 2، بترقيم الشاملة آليا)
السؤال
  أريد أن ألتزم ولكني أسكن أعزباً مع شباب منحرفين، وللأسف أهلي في مدينة أخرى وأنا جئت هنا لأبحث عن عمل؛ فلا مناص من مجالستهم ولو إلى حين؟
الجواب
نقول لهذا الأخ: إن عليك أن تكون بين هؤلاء الأقوام حاضراً غائباً، حاضراً بجسدك غائباً عنهم بمشاعرك، وتنمية مفهوم العزلة الشعورية لدى المسلم في هذه الحالة شيء مهم، وقد كتب عنه عدد من العلماء مثل ابن القيم رحمه الله، وعدد من المعاصرين مثل سيد قطب رحمه الله، مفهوم العزلة الشعورية من المفهومات المهمة، كيف تعيش بين الناس ولا تشاركهم في المنكرات والمحرمات التي يقترفونها.
من موقفه الجرئة
دروس للشيخ محمد المنجد
القرآن وأثره العجيب في قلوب الأعاجم
وهذه قصة تدلُّك كيف أن هذا الكتاب العزيز الذي أنزله الله وهو القرآن الكريم، كيف أن له تأثيراً عجيباً حتى على الكفار: أثر القرآن في النفوس غريب! وفعله في القلوب عجيب! والأعجب والأغرب -وإن كان لا عجب ولا غرابة؛ فالقرآن كلام الله- أن يثير القرآن مشاعر امرأة أعجمية! ويجعل عينيها تفيضان بالدمع، وهي لا تعرف من العربية شيئاً!! يحكي الأستاذ سيد قطب رحمه الله تعالى تلك الحكاية التي عاشها على ظهر سفينة تتجه به إلى أمريكا.
يقول رحمه الله: كنا ستة نفر من المنتسبين إلى الإسلام على ظهر سفينة مصرية، تَمْخُرُ بنا عُباب المحيط الأطلسي إلى نيويورك، من بين عشرين ومائة راكب وراكبة أجانب ليس فيهم مسلم، وخطر لنا أن نقيم صلاة الجمعة في المحيط على ظهر السفينة، وقد سمح ووافق قائد السفينة الكافر على إقامة الصلاة، وسمح لبحَّارة السفينة وطهاتها وخدمها أن يصلوا معنا -ممن لا يكون منهم في وقت العمل- وقد فرحوا بهذا فرحاً شديداً؛ لأنها كانت المرة الأولى التي تقام فيها صلاة الجمعة على ظهر هذه السفينة.
وقمت -يقول رحمه الله- بخطبة الجمعة، وإقامة الصلاة، والركاب الأجانب معظمهم متحلقون يرقبون صلاتنا.
وبعد الصلاة جاءنا كثيرون منهم يهنئوننا على نجاح القُدَّاس، فقد كان هذا أقصى ما يفهمونه من صلاتنا (قُدَّاس)، فشرحنا لهم الحال، وأنه لا يُسَمَّى قُدَّاساً، وإنما هي صلاة الجمعة؛ ولكن امرأة من بين ذلك الحشد عَرَفْنا فيما بعد أنها أوروبية، كانت شديدة التأثر والانفعال، تفيض عيناها بالدمع، ولا تتمالك مشاعرها، جاءت لتسألنا عن شيء معين، وهي تبدي إعجابها بما فعلنا من نظام وخشوع.
وليس هذا موضع الشاهد.
جاءت لتسأل عن شيء معين وهي تقول: أي لغةٍ هذه التي كان يتحدث بها قِسِّيْسُكم؟ وهي لا تتصور أن يقيم مثل هذا إلا قِسِّيْس، فصحَّحنا لها هذا الفهم وأجبناها.
قالت: إن اللغة التي يتحدث بها ذات إيقاع عجيب، وإن كنت لم أفهم منها شيئاً! ثم كان المفاجأة الحقيقية لنا وهي تقول: ولكن ليس هذا هو الموضوع الذي أريد أن أسأل عنه! إن الموضوع الذي لفت انتباهي وأثر في حسي، وانطبع في قلبي هو: أن الإمام -بعد أن تصَحَّحَت الكلمة، وصُحِّحَت- كانت ترد في أثناء كلامه فقرات من نوعٍ آخرٍ، يختلف عن بقية كلامه، نوعٌ أكثر عمقاً، وأشد إيقاعاً في النفس، إن هذه الفقرات التي كان يقولها أثناء الخطبة أحدثت في نفسي قشعريرة ورعشة، إنها شيء آخر.
وتَفَكَّرنا قليلاً، ثم أدركنا ماذا تعني، إنها تعني الآيات القرآنية التي وَرَدَت في أثناء خطبة الجمعة وأثناء الصلاة، وكانت مع ذلك مفاجأة لنا تدعو إلى الدهشة من امرأة أعجمية لا تفهم شيئاً من اللسان العربي.
{إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ * وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ} [الطارق:13 - 14].
{إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ * تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الواقعة:77 - 80].
هذا القرآن سببٌ عظيمٌ جداً لإدخال كثير من الكفرة في الإسلام، وحتى الآن يُقَدَّم لهم القرآن المترجم، فيكون سبباً في دخولهم في الدين.
أليس هذا دليلاً -أيها الإخوة- على أن هذا الدين باقٍ، وعلى أنه يملك في طياته مقومات بقائه وجذب الناس إليه.
اللهم أحينا مسلمين، وتوفنا مسلمين، واجعلنا من الدعاة إلى سبيلك القويم.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
بقلم أستاذي الدكتور عبد الحفيظ العبدلاوي 
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع