القائمة الرئيسية

مقالات دينية,جولة نسائية,جولة قرآنية,قصص دينية,جولة أطفال


العشر الاواخر

ليلة القدر 

قبل الشروع في الحديث عن هذه الليلة العظيمة . لبد من الوقوف لدى الحدث العظيم الذي وقع للرسول صلى الله عليه وسلم ,حين أتاه جبريل عليه السلام وهو متعبد في الغار ,فضمه إليه ضمة خشي النبي صلى الله عليه وسلم على نفسه منها .فقال له جبريل عليه السلام : إقرأ . فرد النبي صلى الله عليه وسلم : مأنا بقارئ .  فيعود جبريل عليه السلام فضمه إليه ضمة ويقول لنبي صلى الله عليه وسلم إقرأ .
فيرد الرسول صلى الله عليه وسلم : مأنا بقارئ . فقال له جبريل عليه السلام : إقرأ بسم ربك الذي خلق .
إي أنك ستتعلم القرأة والكتابة  بسم ربك . وهو الذي سيعلمك وستكون معلما للبشرية ,وسيتعلمون من القرآن والوحي الذي أنزل عليك حتى يرث الله الأرض ومن عليها .
فليلة القدر رفع الله قدرها وهي ليلة بألف شهر ليلة نزل فيها القرآن الكريم .والقرآن الكريم كلام الله عزوجل والكلام صفة من صفات الله سبحانه وتعالى ,.وإختيار الله عزوجل الليل لأنه وقت الصفاء, والسكينة وفيه يعبد الله عزوجل لارياء وسمعة . وفيه يصدق العبد مع ربه, ولا يقوم الليل إلا من خشي الله عزوجل .
فختيار الزمان والمكان أو الشخص لتليغ رسالته ويصطفي النبي صلى الله عليه وسلم لإبلاغ خلقه فهذا فضل وخير للبشرية كلها . وكما أختار الله سبحانه قبل هذا . خير مكان يعبد فيه الله عزوجل وفي يجتمع ويحج إليه الناس بيت الله الحرام .

ستجد قصة بناء بت  بيت الله الحرم هنا .

تكريم للبشرية أجمع حين جمع الله عزوجل خلقه في مكان واحد. لتؤدي المناسك ويحج الملايين من المسلمين لإقامة المناسك, والتعبد لله عزوجل وطلب التوبة والمغفرة منه سبحانه . فخير الله عزوجل وفضله لم يقتصر على مكة , بل امتد وأرسل للبشرية رسولا رحمة للبشرية صلى الله عليه وسلم. فكل ما يصيب البشرية من خير فمن كرم الله عزوجل وفضله ,ومن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
فأختار الله عزوجل ليلة القدر ليسري فضلها ويفيض على البشرية أجمع. وتخلص كل نفس من الشوائب من هم ,وغم وضيق ,وخوف وحزن .فهي السلام وأمان أنزله الله عزوجل على خلقه وأصطافهم لهذا الخير العميم العظيم .
فنزول القران الكريم جعل الله سبحانه له سببا للنزول ومكانا . وإذا تمعن المسلم سيعمل أن القرآن نزل لتعمم رسالته في كل الأرض ويباشر مهمته في هذه اليلة المباركة .وفي غير هذه الليلة العظيمة لأنه منجما حسب الحوادث ونزول القرآن الكريم في هذه الليلة المباركة , هو إنتقال للقران الكريم من عالم الغيب لعالم الشهادة .قال تعالى "وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسالناك إلا مبشرا ونذيرا وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس عل مكث ونزلناه تنزيلا"  سورة الإسراء .
وقال تعالى " ونزلنا به الروح الأمين" سورة الشعراء .     الروح الأمين  : جبريل عليه السلام 

وقال تعالى:

" إنا إنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر "

أخرج الله سبحانه القران الكريم من عالم الغيب ليباشر مهمته  في هذه الليلة المباركة .
القرآن الكريم نزل من الله عزوجل منقول من جبريل عليه السلام لنبي صلى الله عليه وسلم كما هو من غير تبديل ولا تعديل .
إذا فليلة القدر ليلة أنزل فيها الله عزوجل القرآن الكريم. ومادام القرآن الكريم نزل في ليلة القدر فهو الكتاب الذي به إهتدى الناس فيجب أن يكون لهذه اليلة مقاما عظيما ومكانة في نفس كل البشرية .فعلى كل مسلم أن يحييها إيمانا وقياما وتعبدا ووقوفا بين الله عزوجل .
بعيدا عن العادات التي ترى اليوم في مجتمعاتنا من ولائم وعادات وموائد ومجالس تطير فيها كل الحسنات .
فيجب على الإنسان أن يستشعر مكانة وقدر هذه الليلة العظيمة .وأن يحييها لقدرها وفضلها وخيرها وما نزل فيها ولمكانتها عند الله عزوجل .
قال تعالى " ليلة القدر خير من ألف شهر "
فهي تجمع كل الخيرات كل خير الزمان ومن كل وقت .  وقد قيل في رواية في نزول هذه الآية : أن النبي صلى الله عليه سلم إستقصر عمر أمته فبشره الله عزوجل " عندكم ليلة لو أحسنتم قيامها والعبادة فيها لأغنتكم عن ألف شهر "
فقبلا كانت لأعمار طويلة تفوق بكثير أعمار هذه الأمة , إلى أن الله عزوجل أنزل هذه الكرامة وهذا الكنز العظيم هي بألف شهر.
كرم وفضل إصطفى الله به خير البشرية وأمته .
فلهذه الليلة العظيمة يجب أن تحييها البشرية عبودية وتقربا وتضرعا لله عزوجل إكرما لله عزوجل وإكرما للزمن الذي  نزل فيه  القرا الكريم كما جاء في الحديث الشريف" من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا لله غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر "
ومن الأفضال العميمة لهذه الليلة المباركة .فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " أخرجه البخاري .

وردت أوصاف كثيرة في ليلة القدر في أحاديث منها :


 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " تذاكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه سلم فقال: أيكم يذكر حين طلع القمر وهو مثل  شق جفنة " أخرجه مسلم.

 وعن أبي ابن كعب قال : قيل له "إن عبد الله بن مسعود يقول من قام السنة أصاب ليلة القدر فقال أبي : والله الذي لا إله إلا هو , إنها لفي رمضان - يحلف ما يستثنى -ووالله إني للأعلم أي ليلة هي , هي الليلة التي أمرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها هي ليلة صبحية سبع وعشرين , واما أمارتها ان تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها " اخرجه مسلم والحميدي وابن خزيمة .

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله " اخرجه البخاري  واللفظ له ومسلم .

وعن عبادة الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"إن امارة ليلة القدر أنها ليلة صافية مليحة . كان فيها قمرا ساطعا سكنة لا حرة فيها ولا بدر ولا يحل لكوكب أن يرمي فيها بنجم حتى الصباح ,وإن أمارة الشمس صبيحتها أن تجري لا شعاع لها مثل القمر ليلة البدر , ولا يحل لشيطان أن يخرج معها يومئذ . " رواه أحمد في مسنده .



العشر الاواخر 


كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى هذه الأيام المباركة وردت في ذالك أحاديث كثيرة  :

عن عائشة رضي الله عنها : كان النبي صلى الله عليه سولم يجاور في رمضان العشر التي في وسط الشهر , فإذا كان حين يمسي  من عشريت ليلة تمضي ويستقبل إحدى وعشرين  رجع إلى مسكنه ورجع من كان يجاور معه , وأنه أقام في شهر جاوز فيه الليلة التي كان يرجع فيها . فخطب الناس فأمرهم ماشاء الله ثم قال : كنت أجاور هذه العشر ثم قد بدا لي أن أجاور هذه العشر الأواخر , فمن إعتكف معي فليثبت في معتكفه وقد أريت هذه اليلة ثم أنسيتها , فابتغوها في العشر الأواخر , واتبغوها في كل وتر .وقد رأيتني أسجد في ماء وطين , فاستهلت السماء في تلك اليلة فأمطرت فوكف( تسرب الماء ) المسجد في مصلى النبي صلى الله عليه وسلم لليلة إحدى وعشرين فنظرت عيني فنظرت إليه انصرف من الصبح ووجهه ممتلئ طينا وماء " رواه البخاري .

 وعن عائشة رضي الله عنها قالت : "كان الرسول صلى الله عليه وسلم يجاور العشر الأواخر من رمضان  ويقول ( تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان )" اخرجه البخاري وأحمد .

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم إعتكف من أول رمضان , ثم اعتكف العشر الأوسط في قبة تركية على سدرتها حصير قال :" فأخذ الحصير بيده فنحاها في ناحية القبة , ثم أطلع رأسه فكلم الناس هذه الليلة , ثم اعتكف  العشر الأوسط , ثثم أتيت فقيل لي أنها في العشر الأوخر , فمن احب منكم ان يعتكف فليعتكف , فاعتكف الناس معه قال : إني رأيتها ليلة وتر وأني أسجد صبيحتها في طين وماء  , فأصبح من ليلة إحدى وعشرين وقد قام إلى الصبح فمطرت السماء فوكف المسجد فأبصرت الطين والماء , فخرج حين فزع من صلاة الصبح وجبينه وروثة انفه فيهما الطين والماء وإذا هي ليلة إحدى وعشرين من العشر الأواخر  " رواه مسلم .




هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع