القائمة الرئيسية

مقالات دينية,جولة نسائية,جولة قرآنية,قصص دينية,جولة أطفال

 

الرّسوخ في العلم أمرٌ خفي


 الرّسوخ في العلم أمرٌ خفي

 الرّسوخ في العلم أمرٌ خفي، ليس هو كثرة العلم،فكم من رجل كثير العلم ليس براسخ، قال تعالى( وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ٱلَّذِىٓ ءَاتَيْنَٰهُ ءَايَٰتِنَا فَٱنسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ ٱلشَّيْطَٰنُ فَكَانَ مِنَ ٱلْغَاوِينَ..) الأعراف، 

وقال عزّ وجل( أفرءيتَ من اتخذ إلـٰاهه هواهُ وأضلّه الله على علم ) الجاثية 23 

وقد كان عبد الملك بن مروان وأبو جعفر المنصور العباسي من كبار العلماء،وهما طاغيتان،وكذلك الواقدي والشاذكوني ومحمد بن حميد الرازي،وهؤلاء رماهم أئمة الحديث بأنهم كانوا يكذبون على رسول الله صلى الله عليه وسلم،وأمثالهم كثير،ومن العلماء من هو دون هؤلاء في العلم ولكنّه معدود من الرّاسخين! 

فالرُّسوخ إذن حالٌ قلبية، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم = ليس الغنى عن كثرة العَرَض،ولكنّ الغنى غنى النّفس= فكذلك نقول: ليس الرُّسوخ عن كثرة العلم،ولكنّ الرسوخ رسوخ الإيمان في القلب، ويوشك أن يكون هو اللّب في قوله تعالى: ( وما يذّكر إلّا أولوا الألباب) آل عمران 7 

وإنه ليشم روائح الرّسوخ من قولهم:(  يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ررَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ)آل عمران 7-9

فالرّاسخ دائم الخوف والخشية من ربه عز وجل،مسيء للظن بنفسه، فكم من راسخ لايرى أنه من أرسخ الراسخين! 

فالخائف الخاشي المسيء الظن بنفسه جدير بألا يستخفه ما عنده من العلم على الخوض فيما ليس له به علم،وعلى البحث فيما لم يُكلف البحث فيه، وهو من موارد الخطر ومزالق النظر…

هذا لو كان يمكن العلم به، فكيف إذا كان مما لا سبيل للعلم به؟! 

== وإنّما الزائغ الجريء على ربّه، المتكل على عقله، الفرح بما عنده من العلم هو الجدير بأن يتعاطى الخوض في كل شيء،ويحمله ثقته بنفسه وأمنه مكر ربّه،ودعواه أنه لا يتعالى عن فهمه شيء،وحرصه على أن يطير ذكره في النّاس! وكِبره عن أن يعترف بالجهل= تحمله هذه الأشياء على الجهل بحقيقة حاله،وبأن العقل له حد ينتهي إليه، كما أن للبصر حد ينتهي إليه، وربما حملته على الخوض والكلام،والنّقض والإبرام في يعلم أنه لا سبيل له إليه،

وكم من راسخ يرميه الناس بالكفر والضّلال،وكم من زائغ يتخذونه إماما في الدّين! 

———-

إمام القطر اليماني عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني، السّابق صـ48-49

الخلاصات العشر في في مسألة العلاقة بين الذنوب والمصائب .

ولو كنت فظا غليظ القلب لنفظوا من حولك.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع