سورة المطففين

سورة المطففين مكيّة وآياتها ست وثلاثون آيةً وقد سميت هذه السورة باسم سورة المطففين، لذكر هذه الكلمة في أول آياتها، وأهم موضوعاتها تحذير المطففين الذينَ لا يُوفون الكيل والوزن من الحساب يوم القيامة أمام رب العالمين، وعذاب المشركين الفجار، ونعيم المُؤمِنين الأبرار، وسخريتهم حينئذ من الكفار .

معاني المفردات

 وَيْلٌ : عذاب، أو هلاك. لِلْمُطَفِّفِينَ : المنقصين في الكيل، أو الوزن 

 اكْتَالُوا : اشتروا بالكيل، ومَثلِهِ الوَزْن. 

 كَالُوهُمْ : أَعْطُوا غيرهم بالكيل . وَزَنُوهُمْ : أغطوا غَيرهم بالوزن .

 يُخْسِرُونَ : يُنقصون الكيل والوزن.

 لِرَبِّ الْعَالَمِينَ : لأمره وحكمته .

 كِتَبَ الْفُجَّارِ : مَا يُكتب من أعمالهم . لَفِي سجين : مثبت في ديوان الشر في أسفل سافلين .
كتب مرْقُومٌ : واضح الكتابة أو معلم بعلامة .

 مُعْتَدٍ أثيم : تجاوز الحد في الكفر والضلال . 

 أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ : أباطيلهم المسطرة في كتبهم .

 كَلَّا : ردع وزجرٌ عَنْ قولهم الباطل .

 رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم : غُلب وغَطَى عَلَيْهَا أَوْ طَبَعَ عَلَيها .

 لَصَالُوا الْجَحِيمِ : لداخلُوهَا، أَوْ لَقَاسُوا حرها .

كِتَبَ الْأَبْرَارِ : ما يُكتب مِن أعْمَالِهم .

 لَفِي عِليِّينَ : لمثبت في ديوان الخير.

الأرائك : الأسرة.

  نَضْرَةَ النَّعِيمِ بهجته ورونقه، وبهاءه. 

 رَّحِيقٍ : أجود الخمر وأصفاه.

 مخْتُوم : لم تمد إليه الأيدي من قبل .

ختَمُهُ مِسكَ : ختام إنائه المسك بَدَلَ الطِّينِ، فَلْيَتَنَافس :فليتسارع ، أو فليستبق .

 وَمِزَاجُهُ : ما يمزج به، ويخلط . تَنِيمٍ : عَين عالية شرابها أشرف شراب .

 يَشْرَبُ بها : يشرب منها . 

 يَتَغَامَرُونَ : يُشيرون إليهم بالأعين استهزاء . 

 فَكِهِينَ : مُتلذذين باستخفافهم بالمؤمنين .

 هَلْ تُوْبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ : هَل جُوزي الكفَّارُ فِي الآخرة بما كانوا يفعلونه بالمؤمنين من الاستهزاء ؟ نعم .

تفسير الآيات

هلاك وعذاب للآخذين بالكيل أو الوزن شيئاً طفيفاً ، أي : قَلِيلاً، إما بالنقصان إن كالوا، أو بالزيادة وإن اكتالوا .

 الَّذِينَ إِذَا أخذوا مِنْ غَيرهم حقوقهم ، أخذُوا الكيل وافياً كَامِلاً .

 وَإِذَا كَالُوا لغيرهم أو وَزَنُوا نَقصُوا الوزن .

 ألا يخطر ببالِ هَؤلاء ، أنهم سيبعثون لهول يوم عظيم؟ هو يوم الحساب .

 يومَ يقومُ النَّاسُ لأمرِ ربِّ العالمين وَقَضَائِه .

من هدي الآيات

١ - حرمة التطفيف في الكيل والوزن وَهُو أن يأخذ زائداً ولو قل أو ينقص عَامِداً شيئاً ولو قل .
٢ - ما كَانَ مِن زيادة أو نقص بغير عمد أو قصد فإنه مما يُعفى عنه .
- تذكير دائم بالبعث والجزاء .
- هول يوم القيامة وعِظَمِه يوم يقوم النّاس لرب العالمين ليحكم بينهم .

تفسير الآيات

 ارتدعوا عن التطفيف والغَفْلَةِ عَنْ البعثه، وإنْ مَا كُتب عَنْ الفجارِ مِنْ عَمَلهم السيىء لفي سجين .

 وَمَا أعلمك ما سجين ؟! هو كتاب مسطور واضح بين الكتابة .

 هلاك للمكذبين يوم إذ يكون البعث والجزاء الَّذِينَ يُكذبون بيوم الجزاء، وما يكذب بيوم الجزاء إلا كل متجاوز الحد مُصِرٌ عَلَى الذنب . 

إذا تُتلى عَلَى هَذَا المُكذِّب آياتُ القُرآنِ قَالَ عَنْهَا : حكايات وأكاذيب وأباطيل وخُرافات القدماء . 

 ارتدع أيها المقتدي ، عَنْ هَذَا القول الباطل، بل غطى على قلوب المعتدين ما اكتسبوه مِنَ الكفر والمعاصي .

 حقا إن المكذبين لمحجوبون عن رحمة ربهم يومئذ بسبب ما اكتسبوه مِنَ المعاصي، ثمّ إنّهم لداخلون الجحيم، ثم يُقال - تبكيتاً لهم - : هَذَا العذاب النَّازِلُ بكُم الذي كنتم به تكذبون فِي الدُّنْيَا .

 حقًّا إِنَّ مَا كتِبَ مِنْ أعمال المحسنين لفي عليين . 

 وَمَا أعلمك ما كتاب عليين؟ وهذا للتعظيم، إنّه كتاب البررة، إنه كتاب مسطور بين الكتابة أو معلم بعلامة . 

 يشهد بكتابة ذَلِكَ الكتاب ويحضره الملائكة المقربون، الَّذِينَ لَهم عِندَ رَبِّهم أو
منزلة خاصة. 

 إن الأبرار لفي نعيم الجنة ، على الأرائك ينظرون إلى ما أولاهم اللهُ مِنَ النعمة والكرامة. 

 تعرف في وجوه البررة بهجة التنعيم وحُسْنه وبريقه وَرَوْنَقِه . يُسقون مِنْ شراب خالص مصون لا تزيده الصيانة إلا طيباً ، وفِي نَيْل ذَلِكَ النّعيم فليتسابق المتسابقون . ومزاج الرحيق من ماء تسنيم في الجنة ، عيناً يشْربُ مِنها المقربون غَيْرهم مِنْ أهل الجنة . 

 إِنَّ الَّذِينَ ارتكبوا الجرم في حق الذين كانوا يضحكون استهزاء فِي الدُّنْيَا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا .  وإِذا مر المؤمنون بهم يغمز بعضُهم بعضاً استهزاء .

 وإِذَا رَجَع المجرمونَ إِلَى أهْلِهم رجعوا فرحين باستخفافهم بالمؤمنين وإذا رأوا المُؤمِنين، قَالُوا : إن هؤلاء لضالون لإيمانهم بمحمد، وما أرسل هؤلاء المجرمون حاكمين عليهم بالرشد أو الضلال حافظين لأعمالهم . 

 فيوم القيامة تجد الَّذِينَ آمَنُوا يضحكون جزاء ما ضحكوا سخرية بهم في الدنيا. على الأسرة والمتكات ينظر المؤمنون ما أولاهم الله من النعيم . هَل جُوزي الكفار في الآخرة ما كانوا يفعلون في الدنيا .

من هدي الآيات

1 - الوعيد الشديد للمكذبين بالله وبآياته ولقائه . 

٢ - الثناء على الأبرار وبيان ما أعد الله تَعَالَى لَهُم وَهُم المؤمنون المتقون الصادقون في ذلك .
- تقرير عقيدة البعث والجزاء.
- ثمرة العمل الصالح الحصول على نعيم الجنة لقوله تَعَالَى : ﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُنَافِسُونَ ) .
ه - التنديد بالإجرام والمجرمين .
- إن المؤمنين سيرون المشركين في الجحيم ويضحكون منهم وَهُم في نعيمهم والمشركون في جحيمهم . - بيان إكرام الله لأوليائه، وإهانته تَعَالَى لأعدائه .

تمت بحمد الله سورة المطففين