القائمة الرئيسية

مقالات دينية,جولة نسائية,جولة قرآنية,قصص دينية,جولة أطفال

الحديث العاشر إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إِلا طَيِّبًا..

 



الحديث العاشر إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إِلا طَيِّبًا..


الحديث العاشر إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إِلا طَيِّبًا..

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إِلا طَيِّبًا، وَإِنَّ الله أمر المُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ المُرْسَلِينَ، فَقَالَ تَعَالَى: ﴿ يَتَأَيّها الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ) [المؤمنون: (٥) ، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿يَتَأْتِهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَكُمْ ﴾ [البقرة: ۷۲) ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبُّا يَا رَبُّ! وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلَبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لَهُ؟ . رَوَاهُ مُسْلِم (۱) .

الشــــــرح

إن الله طيب لا يقبل إلا طيببًا»، طيب في ذاته طيب في صفاته، طيب في أفعاله، ولا يقبل إلا طيبا في ذاته وطيبا في كسبه، وأما الخبيث في ذاته كالخمر، أو في كسبه كالمكتسب.
بالربا، فإن الله تعالى لا يقبله.
" وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين" فقال تعالى: وَكُلُوا مِن طَيِّبَتِ مَا رزَقْتَكُمْ ﴾ [البقرة: ١٧٢]، فأمر الله تعالى للرسل وأمره للمؤمنين واحد: أن يأكلوا من الطيبات، وأما الخبائث فإنها حرام عليهم؛ لقوله تعالى في وصف الرسول الله : وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبيثَ ﴾ [الأعراف (٥٧)، «ثم» إن رسول الله ذكر الرجل الذي يأكل الحرام أنه تبعد إجابة دعائه، وإن وجدت منه أسباب الإجابة، يطيل السفر أشعت أغير يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام؛ فأنى يستجاب لذلك.
هذا الرجل اتصف بأربع صفات:
الأولى : بأنه يطيل السفر، والسفر مظنة الإجابة؛ أي: إجابة داع الثانية: أنه أشعث أغبر والله تعالى عند المنكسرة قلوبهم من أجله، وهو ينظر إلى عباده يوم عرفة ويقول: «أتوني شعثا غبرا (۱) ، وهذا من أسباب الإجابة أيضًا.
الثالثة: أنه يمد يديه إلى السماء، ومد اليدين إلى السماء من أسباب الإجابة، فإن الله سبحانه وتعالى يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفرا. الرابعة: دعاؤه إياه: يا رب يا رب، وهذا يتوسل إلى الله بربوبيته، وهو من أسباب الإجابة، ولكنه لا تجاب دعوته؛ لأن مطعمه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فاستبعد النبي أن تجاب دعوته وقال: «فأنى يستجاب لذلك».
يستفاد من هذا الحديث فوائد
منها وصف الله تعالى بالطيب ذاتا وصفات وأفعالا .
ومنها: تنزيه الله تعالى عن كل نقص.
ومنها: أن من الأعمال ما يقبله الله، ومنها ما لا يقبله.
ومنها: أن الله تعالى أمر عباده الرسل والمرسل إليهم أن يأكلوا من الطيبات، وأن يشكروا الله سبحانه وتعالى.
ومنها: أن الشكر هو العمل الصالح؛ لقوله تعالى: ﴿يَأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُواْ صَلِمًا ﴾ [المؤمون (٥)، وقال للمؤمنين: كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَكُمْ وَاشْكُرُوالله ( البقرة ٧٢] ، فدل هذا على أن الشكر هو العمل الصالح.
ومنها: أن من شرط إجابة الدعاء اجتناب أكل الحرام؛ لقول النبي ﷺ في الذي مطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام: «أنى يستجاب لذلك».
ومنها: أن من أسباب إجابة الدعاء كون الإنسان في سفر
ومنها: أن من أسباب إجابة الدعاء رفع اليدين إلى الله.
ومنها: أن من أسباب إجابة الدعاء التوسل إلى الله بالربوبية؛ لأنها هي التي بها الخلق والتدبير.
ومنها: أن الرسل مكلفون بالعبادات كما أن المؤمنين مكلفون بذلك.
ومنها: وجوب الشكر لله على نعمه ؛ لقوله تعالى: ﴿وَاشْكُرُوا لِلَّهِ ﴾ [البقرة: ١٧٢]. *
ومنها: أنه ينبغي بل يجب على الإنسان أن يفعل الأسباب التي يحصل بها مطلوبه ويتجنب الأسباب التي يمتنع بها مطلوبه.
________________----------------------________----------____
(1) أخرجه أحمد (۷۰۸۹)، وصححه العلامة الألباني بكم الله في صحيح الجامع) (١٨٦٨) .
(1) أخرجه مسلم (١٠١٥).

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع