القائمة الرئيسية

مقالات دينية,جولة نسائية,جولة قرآنية,قصص دينية,جولة أطفال

ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك





ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك


ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك

خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلموقد قال تعالى لنبيه:

(ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك، فاعف عنهم، واستغفر لهم، وشاورهم في الأمر). وهي آية أخرى محكمة، نسختها الأهواء وحظوظ الأنفس.

وقد قال الله له ذلك بعد انهزام المسلمين عنه ومخالفتهم أمره.

وقال لهم: (فشلتم، وتنازعتم في الأمر، وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون، منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة)، ثم قال: (ولقد عفا عنكم)!

وقال لهم : (إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا)، ثم قال : (ولقد عفا الله عنهم)!

ولما انهزموا وعاتبهم سلّاهم وعزّاهم، فقال لهم: (أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها؛ قلتم أنى هذا )؟!

وعزاهم أخرى فقال: (إن يمسككم قرح؛ فقد مسح القوم قرح مثله، وتلك الأيام نداولها بين الناس). 

وقال له : (عفا الله عنك لم أذنت لهم؟)

فرفق به قبل أن يعاتبه.

وأغلظ ما جاء له في القرآن قول الحق معاتبا له: (عبس وتولى)، ثم قال له بعدها: (كلا إنها تذكرة).

ولم يؤمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإغلاظ إلا على الكفار والمنافقين، أما مع المؤمنين فلا.

ومن تلمس التشديد والزجر والتقريع في خطاب الله والرسول للمؤمنين، لم يجده إلا قليلا نادرًا، ليس سمتا ولا مستمرا، ولم يجده إلا للتخويف والشفقة عليهم وتحذيرهم مما يغفلون عنه، ليس شيء منه للتشفي ولا الانتقام ولا محض العقوبة.   حرق القران الكريم في السويد

فهدي القرآن المستمر: إنكار المنكر والخطأ، ولو في وقت العسر والشدة، فهو أنجع لإحقاق الحق وإبطال الباطل، ولكن: مع الرفق واللين، فإن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله، وما وضع الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه.

والنصح للمؤمنين والطائعين، ولو مع الزجر والتقريع = غير الغلظة على الكفار والمنافقين والفجار والعصاة.

وليس من سبيل الإصلاح أبدا: غلظة القلب، وفظاظة القول، ولا يكون الرجل مصلحا البتة وهو يتشفى من قومه، أو يعيرهم إن لم يسلكوا وجهته.

قال النبي الشفيق على قومه: (فتولى عنهم، وقال ياقوم لقد أبلغتكم رسالة ربي، ونصحت لكم، ولكن لا تحبون الناصحين). وهم كفار محادون لله ولأنبيائه، فكيف بالناصح للمؤمنين؟

والناس أحوج ما يكونون للشفقة والرفق والبيان وهم في زمن نقص العلم والهدى والدين.

وقد يكون الفظ الغليظ عالمًا، لكنه لا يكون أبدًا مصلحًا، فالمصلح بصير بموضع المصلحة التي هي غاية الإصلاح، ومن هنا يظهر أننا أحوج إلى بصيرةٍ من علم.

والغلظة لا تأتي بإصلاح، ولا تحمل على تغيير المرء ما يعتقده، إلا لو كان فتّانًا مفتونًا هو الآخر، وهذا تغييره ذبذبة ليست بخير، فالألف من هؤلاء لا يعدلون واحدًا ممن أنعم الله عليه بالهدى عن بينة وتروّ، وهؤلاء الألف تجمعهم العصا وتفرقهم العصا، أما الواحد المهتدي على بينة من ربه فهُداه أرسخ من الجبال، لا يزول عنه ولو زالت السماوات والأرض.

موضوع عن التعطيلات التي تحصل في حياتك 

علاج التابعة ...برنامج فعال من الكتاب والسنة 

 للكاتب المفكر عمرو بسيوني

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع