القائمة الرئيسية

مقالات دينية,جولة نسائية,جولة قرآنية,قصص دينية,جولة أطفال


الجمال الرباني


معركة الجمــــــــــــــــــــــال


جعل الله تعالى دينه كله جمالا في أوامره ونواهيه  فلما جعل خيره في  أشياء أرشد إليها بالأمر  ، ولما جعل الشر في أشياء نهى عنها بالنهي . فالشعائر التعبدية كلها  خير وجمال في ظاهرها هادفة إلى خير وجمال في أبعادها
فالوضوء  شعيرة وشعار  يجمل الظاهر  وفي الوقت نفسه يدعو إلى تجميل الباطن بالتطهر من الآثام والظلم والخيانة ..

وفي سياق هذه الرسالة  الجمالية  الهادفة نجد الله جمع في أنبيائه كل معاني الجمال والحسن ، ذلك لأن الجمال  محبوب بالطبع ، مرغوب فيه  فحكمته تعالى  في ذلك  أن يحبب أنبياءه  إلى خلقه ليتاثروا بهم وبدعوتهم . وجمالهم فالمحب لمن يحب مطيع
وهذه الصورة في الأنبياء  صورة  هادفة أيضا إلى ما هو أبلغ  وأعمق من ظاهرها ، وهذا ما فهمه الرسل وبلغوه للأمم
فكان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم  إذا نظر في المرآة أدرك  من جمالها بلاغتها  وأبعادها فقال : أللهم كما حسنت  خلقتي فحسن خلقي  رواه أبو يعلى الموصلي  في مسنده بسند حسن
ولذلك اهتم ببلوغ الأبعاد حتى قال الله له [ وإنك لعلى خلق عظيم ] فوصف حظه من جمال الصورة كأنه قطعة قمر ،وحظه من جمال السريرة كأنه  مصحف يمشي على الأرض كما شهدت بذلك الصديقة رضي الله عنها
وفي هذا السياق نجد الله تعالى صور معركة  شرسة دارت بين الجمال والقبح بين فيها دروسا غالية لطلاب الجمال الصادق الذي لا يزول عن صاحبه  ولا يخونه  ولا يزيده الزمن إلا نصاعة ولمعانا وبهاء وسناء
فمن جنس الرسل كان يوسف عليه السلام أجمل صورة في مخلوقات الدنيا بقيت مثالا فريدا خالدا في المثل العليا
فهم بكل وضوح أن صورته اللامعة ما هي إلا رمز من الرموز الداعية إلى الحفاظ على التطابق بين الجمالين الصوري والروحي
من ثم خاض المعركة  وسجل مواقفه  الجميلة الخالدة
فلما راودته امرأة العزيز [ قال معاذ الله  إنه ربي أحسن مثواي  إنه لا يفلح الظالمون ] ولما أصرت عليه رأى أن  محنة الجسم  وجمال الصورة  عملة  رخيصة في فداء جمال  روحه  فتحداها بتحد مماثل . قال الله تعالى  [ ولقد راوته عن نفسه فاستعصم  ولئن لم يفعل ما ءامره ليسجنن وليكونا من الصاغرين  قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين .. ]
قذفت أمواج المعركة بيوسف إلى داخلها لم يجد يوسف عليه السلام سبيلا للمقاومة إلا الفرار لينجو بجماله فإذا به يجد نفسه في المحكمة [ فاستبق الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم قال هي راودتني عن نفسي.......]  نقل يوسف إثر الحدث إلى المحكمة ومنها فورا إلى السجن  ليعيش سلسلة من المحن من حلقاتها حال أبيه [ وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم ]
ليظهر الله تعالى القصة في آخر مطافها لطالب الجمال أنها معركة  تعلم الصبر و أن لكل ربح ضريبة ولكل انتصار صبر وتضحية
[ كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين ]   

فكم من ظاهرة في القصة تبدو محنة ليوسف ولكن الله  أبى إلا أن يجعلها فرجا ومنحة
فبجمال السريرة يوزن الرجل والمرأة و به ينالا  الشفاعة حين يتخلف السراب
لما طلب من يوسف الدليل على كفاءته  قال : [اجعلني على خزائن الأرض  إني حفيظ عليم ]  ولم يقل إني جميل
فكم ينفق الشباب من أجل كسب جمال المظهر من لباس وأناقة وتقويم للأسنان وكلكسي 20 و120... فهل سأل عن سره وروحه وجماله ؟
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع